Shopping Cart

Loading

Your cart is empty

Keep Shopping

Search Results

so far empty...

Loading

الشهيد الشيخ راغب حرب

  • 0 Minutes
  • 0 Comments
  • Views: 351
  • Add +

ولد الشيخ الشهيد راغب حرب في بلدة جبشيت جنوب لبنان عام 1952، في عائلة ملتزمة كادحة طيبة. وانتقل عام 1969 إلى بيروت لإكمال دراسته الدينية ليسافر بعدها إلى النجف الاشرف في العراق حيث تابع علومه على أيدي كبار العلماء وكان دائم الاطلاع على الساحة اللبنانية.
عاد الشيخ بعد سنة ونصف إلى لبنان بعدما قام النظام العراقي بالتشديد على العلماء وهو منهم، ليكمل الطريق في تثقيف الشباب وتوعيتهم والوقوف على مبادئ الإسلام مما أثار حفيظة القوى السياسية التي لم تكن تواجه هذا النوع من التهديد من قبل، وراحت تعمل على التضييق والملاحقة والاضطهاد على المُلتفّون حول الشيخ راغب.
استفاد الشيخ حرب من صلاة الجمعة كمناسبة يتحدث فيها إلى الناس، فكان يستمع إلى شكواهم ويجيب على أسئلتهم، ويعرفهم أكثر على المبادئ والعقائد الفكرية والإسلامية. حتى أصبحت صلاة الجمعة فيما بعد نواة العمل الجهادي الصلب.
واحساساً منه بالفقراء والمحتاجين ومواكبةً للشؤون الاجتماعية أسس الشيخ مبرّة السيدة زينب (ع).
واستكمالا لنشاطه الرعائي قام الشيخ راغب بتأسيس العديد من المؤسسات الخيرية الاجتماعية نذكر منها: بيت مال المسلمين الذي كان يقدم القروض البسيطة وكان يديره بنفسه، بناء مدرسة “الشرقية” بيديه مع مساعدة أبناء قريته، مؤسسة شهيد الثورة الإسلامية لعوائل شهداء الاحتلال الإسرائيلي، وكانت الجمهورية الإسلامية في ايران قد ساهمت بتقديم المساعدات لهم، وكانت انطلاقة لتأسيس مؤسسة الشهيد في لبنان.
بعد انتصار الثورة في إيران وفي أول صلاة الجمعة خاطب المصلين قائلاً: “إنّنا من على هذا المنبر، ومن هذا النادي الحسيني نعلن تأييدنا الكامل للثورة الإسلامية المباركة في إيران، ونبايع قائدها الإمام روح الله الخميني قائداً للمسلمين، وإننا من هنا، نقول للإمام الخميني، نحن وراءك، فوالله لو خضت البحر لخضناه معك”.
أضحى منبر الشيخ مركزاً إعلامياً هاماً، ومقصداً لكل الشباب وشرائح المجتمع، حيث كان نصيراً لقضايا الحق والثورة والمبادئ الدينية.
عام 1982، احتل الكيان الإسرائيلي لبنان في ظل تواطؤ دولي وسكوت عربي، كان الشيخ في مؤتمر أقيم في إيران، ليعود فوراً ويكون مع شعبه ويبدأ مسيرته المقاومة من جديد.
مع وصوله إلى الجنوب علم بقرار منع التجول فدعا الناس لإقامة الصلاة في المسجد تحدياً للاحتلال، حيث كانت تزداد أعداد المصلين يوماً بعد يوم حتى أصبحت جماهيرية في صلاة الجمعة في الأسبوع الثاني للاحتلال.
كانت المواجهة الأولى مع جماعة العميل سعد حداد، حيث اصطدم الأهالي مع القوة العسكرية الإسرائيلية وكان في مقدمتهم الشيخ حرب حيث استفاد من هذه المواجهة ليكرر على الناس حرمة التعامل بأي شكل مع الاحتلال.
يذكر أن ضابطاً اسرائيلياً مدّ يده لمصافحة الشيخ فرفض قائلاً:
“أنتم محتلون، ولا أريد مصافحتكم، أخرجوا من هنا، لا أصافحكم ولا أجالسكم”. هذا الموقف رسّخ في أذهان اللبنانيين عقيدة ” المصافحة اعتراف” حتى أصبح مجرد الحديث مع أحد المحتلين ذنباً متعارف عليه.
قام الإسرائيليون بمداهمة منزل الشيخ عدة مرات وفي كل مرة تسقط ذريعة اعتقاله عندما لا يجدون سلاحاً في منزله، الا أنه تابع مراقبته والتضييق عليه إلى أن اعتقلوه عام 1983 واقتادوه إلى مقر المخابرات، ثم إلى مقر معتقل أنصار ومن بعدها إلى مركز المخابرات في صور، حيث مورست عليه أساليب التعذيب والإرهاب. وعرضوا عليه مغادرة الجنوب لكنه رفض. وكان خروج الجماهير المنددة باعتقاله بمثابة أول وأهم مظهر علني للمواجهة، فأطلق العدو سراحه قبل ان تحرج الأمور عن السيطرة.
عمل الشيخ الشهيد على تصعيد وتيرة الصراع فأخذ يوفر الدعم المالي والعسكري للمجاهدين، ويصوّب بوصلة العداء بشكل واضح في كل خطبه، خاصة عام 1984 في ذكرى الشهيد هاني شكر حيث خطَبَ قائلاً:” لن نقبل بأنصاف الحلول، وإن من يمد يداً إلى عدونا، ويداً إلينا، نقول له، إما أن تكون كلّك معنا، أو كلك مع عدونا”.
كانت الصلاة الأخيرة للشيخ راغب في 16 شباط عام 1984 ، فبعد قراءته دعاء كميل ليلة الجمعة في مسجد جبشيت اغتيل الشيخ برصاص عملاء الاحتلال أثناء خروجه. وقُدّر عدد المشاركين بتشييعه بعشرات الالاف.